هل يتزوج ممن تفوقه في المستوى الاجتماعي ؟

هل يتزوج ممن تفوقه في المستوى الاجتماعي ؟

أنا شاب مسلم والحمد لله أريد العفاف بالزواج من أخت مسلمة مستواها الاجتماعي يفوقني ، ما حكم الشرع ؟.

الحمد لله

أولا :

إذا كان الرجل قادرا على بذل المهر المعجل وتحمل نفقات الزواج ، قادرا - كذلك - على الإنفاق على زوجه وبيته ، فهو كفؤ لها في قول جمهور العلماء ، من يعتبر اليسار (الغنى) شرطا في الكفاءة كالحنفية والحنابلة ، ومن لا يعتبره كالمالكية والشافعية في الأصح عندهم .

وأما اشتراط أن يكون الزوج غنيا غنى مساويا للزوجة ، فهو قول مرجوح ذهب إليه بعض الفقهاء .

بل الراجح من حيث الدليل أن الكفاءة لا تعتبر إلا في الدين ، كما هو مذهب مالك رحمه الله .

قال ابن القيم رحمه الله : " فصل في حكمه صلى الله عليه وسلم في الكفاءة في النكاح

قال الله تعالى : ( يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم ) الحجرات/ 13 . وقال تعالى : ( إنما المؤمنون إخوة ) الحجرات/10 . وقال : ( والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض) التوبة/71 ...

وقال صلى الله عليه وسلم : ( لا فضل لعربي على عجمي ، ولا لعجمى على عربي ، ولا لأبيض على أسود . ولا لأسود على أبيض ، إلا بالتقوى ، الناس من آدم ، وآدم من تراب ) رواه الترمذي (3270) وحسنه الألباني .

وفي الترمذي (1085) عنه صلى الله عليه وسلم : ( إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه ، إلا تفعلوه ، تكن فتنة في الأرض وفساد كبير . قالوا : يا رسول الله ! وإن كان فيه ؟ فقال : إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه ، ثلاث مرات ). [ حسنه الألباني ] . وقال النبي صلى الله عليه وسلم لبني بياضة: ( أنكحوا أبا هند ، وانكحوا إليه ) وكان حجاما. وزوج النبي صلى الله عليه وسلم زينب بنت جحش القرشية من زيد بن حارثة مولاه ، وزوج فاطمة بنت قيس الفهرية القرشية من أسامة ابنه ، وتزوج بلال بن رباح بأخت عبد الرحمن بن عوف .

وقد قال الله تعالى : ( والطيبات للطيبين والطيبون للطيبات ) النور/26 . وقد قال تعالى : ( فانكحوا ما طاب لكم من النساء) النساء/3.

فالذي يقتضيه حكمه صلى الله عليه وسلم اعتبار الدين في الكفاءة أصلا وكمالا ، فلا تزوج مسلمة بكافر ، ولا عفيفة بفاجر ، ولم يعتبر القرآن والسنة في الكفاءة أمرا وراء ذلك ، فإنه حرم على المسلمة نكاح الزاني الخبيث ، ولم يعتبر نسبا ولا صناعة ، ولا غنى ولا حرية ، فجوز للعبد القن نكاح الحرة النسيبة الغنية إذا كان عفيفا مسلما ، وجوز لغير القرشيين نكاح القرشيات ، ولغير الهاشميين نكاح الهاشميات ، وللفقراء نكاح الموسرات " .

وقال : " وقد تنازع الفقهاء في أوصاف الكفاءة ، فقال مالك في ظاهر مذهبه إنها الدين ، وفي رواية عنه : إنها ثلاثة : الدين ، والحرية ، والسلامة من العيوب " انتهى ـ باختصار ـ من "زاد المعاد" (5/144). وينظر : "المغني" (7/27) ، "الموسوعة الفقهية" (34/271).

ثانيا :

المستوى الاجتماعي يراد به النسب أو الغنى أو التعليم أو الحرفة والوظيفة ، وقد تراد جميعها .

ومن كان مرضي الدين والخلق ، فهو كفء للمرأة مهما كان مستواها الاجتماعي ، على الراجح كما سبق . هذا هو الأصل ، والحكم الشرعي ، لكن يبقى النظر في حال كل خاطب ، وهل يناسبه الزواج ممن تفوقه في هذا المستوى أم لا ؟

والذي يظهر والله أعلم أنه إن كان التفاوت كبيرا فيما ذكرنا من النسب والغنى والتعليم والوظيفة ، فلا ينصح بالإقدام على هذا الزواج ؛ لأنه غالبا ما تحيط به المشاكل من جهة المرأة أو من جهة أهلها ، وقد يكون الاختلاف في أسلوب الحياة ، وطبيعة التعامل مع الأمور من أسباب النفرة بين الزوجين لاحقا .

أما إن كان التفاوت يسيرا ، أو كان النقص في جانب يعوضه كمال في جانب آخر ، فلا بأس حينئذ ، كأن يكون الرجل فقيرا ، لكنه حاصل على شهادات متميزة ، أو يؤهل لوظيفة مرموقة ، أو من عائلة ذات شرف ، ونحو ذلك .

وثمة حالات تكون فيها المرأة وأهلها من الصلاح والاستقامة ، ما يرفعهم عن النظر إلى الأمور المادية وقياس الناس بها ، وتكون رغبتهم في الزوج الفقير لعلمه أو لصلاحه ونحو ذلك ، وإن كان الأولى ـ في حق الزوج ـ أن يكون الرجحان في جانبه ، في الأمور التي تعتبر في الكفاءة .

وبكل حال ، فالنصح الدقيق في هذه المسألة يتوقف على معرفة الطرفين معرفة تامة ، ومعرفة ما يحيط بهما وبأسرتيهما ، فلعلك تسترشد بنصح من تثق فيه من أهل الخير والدراية في مجتمعك .

ونسأل الله لك التوفيق والسداد .

والله أعلم .
الإسلام سؤال وجواب
#الخلوة_و_الاختلاط
#الحجاب_الشرعي
#كوني_معينة_له
#الزواج_الصالح
#رفقا_بالقوارير
#كن_معينا_لها
#كوني_قدوة
#كلكم_راع
إذا أتممت القرأة فضلا وليس أمرا ضع تعليق و قم بعمل أعجاب وشيرهل يتزوج ممن تفوقه في المستوى الاجتماعي ؟

أنا شاب مسلم والحمد لله أريد العفاف بالزواج من أخت مسلمة مستواها الاجتماعي يفوقني ، ما حكم الشرع ؟.

الحمد لله

أولا :

إذا كان الرجل قادرا على بذل المهر المعجل وتحمل نفقات الزواج ، قادرا - كذلك - على الإنفاق على زوجه وبيته ، فهو كفؤ لها في قول جمهور العلماء ، من يعتبر اليسار (الغنى) شرطا في الكفاءة كالحنفية والحنابلة ، ومن لا يعتبره كالمالكية والشافعية في الأصح عندهم .

وأما اشتراط أن يكون الزوج غنيا غنى مساويا للزوجة ، فهو قول مرجوح ذهب إليه بعض الفقهاء .

بل الراجح من حيث الدليل أن الكفاءة لا تعتبر إلا في الدين ، كما هو مذهب مالك رحمه الله .

قال ابن القيم رحمه الله : " فصل في حكمه صلى الله عليه وسلم في الكفاءة في النكاح

قال الله تعالى : ( يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم ) الحجرات/ 13 . وقال تعالى : ( إنما المؤمنون إخوة ) الحجرات/10 . وقال : ( والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض) التوبة/71 ...

وقال صلى الله عليه وسلم : ( لا فضل لعربي على عجمي ، ولا لعجمى على عربي ، ولا لأبيض على أسود . ولا لأسود على أبيض ، إلا بالتقوى ، الناس من آدم ، وآدم من تراب ) رواه الترمذي (3270) وحسنه الألباني .

وفي الترمذي (1085) عنه صلى الله عليه وسلم : ( إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه ، إلا تفعلوه ، تكن فتنة في الأرض وفساد كبير . قالوا : يا رسول الله ! وإن كان فيه ؟ فقال : إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه ، ثلاث مرات ). [ حسنه الألباني ] . وقال النبي صلى الله عليه وسلم لبني بياضة: ( أنكحوا أبا هند ، وانكحوا إليه ) وكان حجاما. وزوج النبي صلى الله عليه وسلم زينب بنت جحش القرشية من زيد بن حارثة مولاه ، وزوج فاطمة بنت قيس الفهرية القرشية من أسامة ابنه ، وتزوج بلال بن رباح بأخت عبد الرحمن بن عوف .

وقد قال الله تعالى : ( والطيبات للطيبين والطيبون للطيبات ) النور/26 . وقد قال تعالى : ( فانكحوا ما طاب لكم من النساء) النساء/3.

فالذي يقتضيه حكمه صلى الله عليه وسلم اعتبار الدين في الكفاءة أصلا وكمالا ، فلا تزوج مسلمة بكافر ، ولا عفيفة بفاجر ، ولم يعتبر القرآن والسنة في الكفاءة أمرا وراء ذلك ، فإنه حرم على المسلمة نكاح الزاني الخبيث ، ولم يعتبر نسبا ولا صناعة ، ولا غنى ولا حرية ، فجوز للعبد القن نكاح الحرة النسيبة الغنية إذا كان عفيفا مسلما ، وجوز لغير القرشيين نكاح القرشيات ، ولغير الهاشميين نكاح الهاشميات ، وللفقراء نكاح الموسرات " .

وقال : " وقد تنازع الفقهاء في أوصاف الكفاءة ، فقال مالك في ظاهر مذهبه إنها الدين ، وفي رواية عنه : إنها ثلاثة : الدين ، والحرية ، والسلامة من العيوب " انتهى ـ باختصار ـ من "زاد المعاد" (5/144). وينظر : "المغني" (7/27) ، "الموسوعة الفقهية" (34/271).

ثانيا :

المستوى الاجتماعي يراد به النسب أو الغنى أو التعليم أو الحرفة والوظيفة ، وقد تراد جميعها .

ومن كان مرضي الدين والخلق ، فهو كفء للمرأة مهما كان مستواها الاجتماعي ، على الراجح كما سبق . هذا هو الأصل ، والحكم الشرعي ، لكن يبقى النظر في حال كل خاطب ، وهل يناسبه الزواج ممن تفوقه في هذا المستوى أم لا ؟

والذي يظهر والله أعلم أنه إن كان التفاوت كبيرا فيما ذكرنا من النسب والغنى والتعليم والوظيفة ، فلا ينصح بالإقدام على هذا الزواج ؛ لأنه غالبا ما تحيط به المشاكل من جهة المرأة أو من جهة أهلها ، وقد يكون الاختلاف في أسلوب الحياة ، وطبيعة التعامل مع الأمور من أسباب النفرة بين الزوجين لاحقا .

أما إن كان التفاوت يسيرا ، أو كان النقص في جانب يعوضه كمال في جانب آخر ، فلا بأس حينئذ ، كأن يكون الرجل فقيرا ، لكنه حاصل على شهادات متميزة ، أو يؤهل لوظيفة مرموقة ، أو من عائلة ذات شرف ، ونحو ذلك .

وثمة حالات تكون فيها المرأة وأهلها من الصلاح والاستقامة ، ما يرفعهم عن النظر إلى الأمور المادية وقياس الناس بها ، وتكون رغبتهم في الزوج الفقير لعلمه أو لصلاحه ونحو ذلك ، وإن كان الأولى ـ في حق الزوج ـ أن يكون الرجحان في جانبه ، في الأمور التي تعتبر في الكفاءة .

وبكل حال ، فالنصح الدقيق في هذه المسألة يتوقف على معرفة الطرفين معرفة تامة ، ومعرفة ما يحيط بهما وبأسرتيهما ، فلعلك تسترشد بنصح من تثق فيه من أهل الخير والدراية في مجتمعك .

ونسأل الله لك التوفيق والسداد .

والله أعلم .
الإسلام سؤال وجواب
#الخلوة_و_الاختلاط
#الحجاب_الشرعي
#كوني_معينة_له
#الزواج_الصالح
#رفقا_بالقوارير
#كن_معينا_لها
#كوني_قدوة
#كلكم_راع
إذا أتممت القرأة فضلا وليس أمرا ضع تعليق و قم بعمل أعجاب وشير

0 التعليقات:

إن العاقل لا يقول

إن العاقل لا يقول : " لنلقي إنسانـاً وسط أمواج متلاطمة ثم نطلب منه أن يحافظ على ثيابه من البلل .
#الاختلاط
#الخلوة_المحرمة
#الخلوة_و_الاختلاط
من موضوع
#ضحايا_الاختلاط_يملؤون_السجون

0 التعليقات:

قصة قصيرة .. وللأسف متكررة

قصة قصيرة .. وللأسف متكررة
اغتصاب فتاة وقتلها بلا رحمة من قِبل سائق أعتاد الأهل الأتصال به لثقتهم فيه لتوصيلها للمدرسة أو الدروس أو خلافه ... #الخلوة_المحرمة .. هذا ما نهى الشرع عنه .. قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: (( ( لا يخلون رجل بامرأة إلا كان ثالثهما الشيطان )) رواه الترمذي (2165) وصححه الألباني في صحيح الترمذي

وإن كانت صغيرة أو كانت طاعنه في السن حتى، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم موضحاً كيف يعمل الشيطان عمله المتعلق بالمرأة: (المرأة عورة فإذا خرجت استشرفها الشيطان)رواه الترمذي وهو حديث صحيح، (المرأة عورة) هذا دليل واضح على أن كل جسد المرأة عورة: الوجه والكفان والشعر والقدمان، (المرأة عورة) يعني: عند الرجل الأجنبي، (المرأة عورة، فإذا خرجت) يعني: من بيتها، (استشرفها الشيطان) يعني: زينها في نظر الرجال وإن كانت قبيحة زينها في نظر الرجال.

-فكم من فتاة توقفت السيارة التي تركبها لتنتقل من الكرسي الخلفي إلى جانب السائق بعد ان أبتعدت عن بيتها

-وكم من فتاة خرجت من بيتها متزينة وفي أشد تبرجها بدعوى أنها ذاهبة للدرس !!

إي درس هذا الذي تذهب الفتاة إليه في كامل زينتها ؟؟

-وكم من فتاة فرطت في عفتها لتساهل الأهل معها وعدم مراقبتها وحفظها وتنشئتها على الأسلام.

والوضع الطبيعي للمرأة أن تكون قارة في بيتها ، لقول الله تعالى : ( وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الجَاهِلِيَّةِ الأُولَى) الأحزاب/33 .

قال ابن كثير رحمه الله : "أي : الزمن بيوتكن فلا تخرجن لغير حاجة" انتهى .

اتقوا الله أيها الأباء و الأخوه فكلكم مسؤلون حافظوا على أبنائكم و فتياتكم وأخواتكم حتى لا تندموا يوم لا ينفع الندم.
#الخلوة_و_الاختلاط
#الحجاب_الشرعي
#الخلوة_المحرمة
#حدث_بالفعل
#لاتكن_ديوث
#كوني_قدوة
#كلكم_راع
#الاختلاط

0 التعليقات:

صفات الحجاب الصحيح

صفات الحجاب الصحيح
#الخلوة_و_الاختلاط
#الحجاب_الشرعي
#عفه و #حياء
#لاتكن_ديوث
#كوني_قدوة
#كلكم_راع
#النقاب

0 التعليقات:

الزوج القاسي

الزوج القاسي

السؤال :
أنا طبيبه متزوجة من 7 سنوات ، وزوجي أيضا طبيب ، لكن علي مدار الـ7 سنوات حصل بيننا كثير من المشكلات ، مما أدي للانفصال مرتين من قبل ، وهو مشكلته الأساسية الغيرة المفرطة التي بسببها منعني من شغلي ومن أصدقائي ، ومن كل الناس ، بدعوي أن المرأة إنما خلقت للبيت فقط ، وليس من الواجب عليه أن يخرجني إلا معه فقط في الأماكن العامه والمنتزهات ، وهو أيضا يفتقد لكثير من اللين في المعاملة ، ليس معي فقط ، لكن مع أطفالي الصغار ، فمنذ فتره قام بضرب طفلي الذي لم يتجاوز 6 سنوات علي وجهه وأذنه ، وهو حتى الآن يتألم ، وهذا من شهور فاتت ، وليست هذه هي المرة الأولى ، وكلما رأيت ابني يتألم أحس بذنبه ... سؤالي هو : أنا لا أشعر معه أبدا بالأمان ، وإذا صبرت معه أكتر : ستضيع علي فرصة تسجيل دراسات عليا في شغلي ، لأن لها سنا يجب أن أبدأ بها .. وللعلم في خلال الفترة الماضية لا أنكر أني غيرت منه شيئا من طباعه ، لكن قليلا جدا . فماذا افعل؟ أظل هكذا علي أمل أن يتغير؟ أم أنفصل عنه أنا وأولادي ، لأني لم أعد أطيق طباعه المتشددة هذه ؟

الجواب:

الحمد لله..

أولا :

غيْرة الرجل على أهله ، ومحارمه : من الصفات التي يُمدح عليها الإنسان ، وقد أكدها الإسلام ، وحث عليها، وقد تعجب أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم من شدة غيْرة سعد بن عبادة رضي الله عنه ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( أَتَعْجَبُونَ مِنْ غَيْرَةِ سَعْدٍ؟! لَأَنَا أغْيَرُ مِنْهُ ، وَاللَّهُ أَغْيَرُ مِنِّي ) رواه البخاري (6846) مسلم (1499).

والغيرة منها ما هو ممدوح ومنها ما هو مذموم.

وقال ابن القيم رحمه الله في"روضة المحبين" (296)  :

وغيرة العبد على محبوبه نوعان : غيرة ممدوحة يحبها الله ، وغيرة مذمومة يكرهها الله ، فالتي يحبها الله : أن يغار عند قيام الرِّيبة ، والتي يكرهها : أن يغار من غيْرِ رِيبة ، بل من مجرد سوء الظن ، وهذه الغيْرة تفسد المحبة ، وتوقع العداوة بين المحب ومحبوبه ."

ثانيا :

لاشك أن للزوج حقا مؤكدا على زوجته ، فهي مأمورة بطاعته ، وحسن معاشرته ، وتقديم طاعته على طاعة أبويها وإخوانها ، بل هو جنتها ونارها ، ومن ذلك : قوله تعالى : ( الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِم ) النساء/34 .

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( إذا صلت المرأة خمسها وصامت شهرها وحصنت فرجها وأطاعت زوجها قيل لها : ادخلي الجنة من أي أبواب الجنة شئت ) رواه أحمد (1661) وصححه الألباني في "صحيح الجامع" (660)

قال الألباني رحمه الله في "آداب الزفاف" (282) :

" فإذا وجب على المرأة أن تطيع زوجها في قضاء شهوته منها ، فبالأولى أن يجب عليها طاعته فيما هو أهم من ذلك مما فيه تربية أولادهما ، وصلاح أسرتهما ، ونحو ذلك من الحقوق والواجبات "

وليس المطلوب منك الآن أن تجاهدي نفسك على طاعته ، لا ؛ بل المطلوب أن تشعريه بحرصك أنت على ذلك ، وحرصك على إرضائه ، وحرصك على حسن طاعته ، وأنك تعلمين أن في ذلك طاعة لله عز وجل ، وأنك تقومين بواجبك الأسري : عن محبة ، لا عن كراهية وتأفف وتضجر .

ثالثا :

جميل فيك حرصك على إكمال دراستك ، والأجمل منه هو محافظتك على بيتك وزوجك وأولادك ، فإن استطعت الجمع بينهما بعد موافقة زوجك بحسن العرض عليه ، والتحاور معه ، وعدم إهمال المنزل والأولاد فهو أفضل ، وإن لم تستطيعي فالأولى ترك الدراسة ، ورحم الله الصحابي الجليل أبي بن كعب حين قال : "مَا تَرَكَ عَبْدٌ شَيْئًا ، لَا يَتْرُكَهُ إِلَّا لِلَّهِ ، إِلَّا أَتَاهُ اللَّهُ بِمَا هُوَ خَيْرٌ مِنْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ" "الزهد لأبي داود" (191) .

إننا لا نرى لك مطلقا أن تفكري في هدم بيتك ، من أجل تحصيل مصلحة إكمال الدراسة ، وهي مصلحة لا ندري ما يكون من شأنها ، ولا يكون من ورائها ، مع امرأة مطلقة ، لا قدر الله ، عندها أطفال ؛ فمتى تفرغ للقيام بشأن أطفالها ، وأداء دور الأب والأم لهم ، وماذا يبقى لدراستها وشأنها ، وفوق ذلك كله : ماذا يبقى لها من دينها ؟!

رابعا :

القسوة الصادرة من زوجك عليك وعلى أولادك والتي أشعرتك بعدم الأمن ربما يكون للمشكلات بينكما دخل فيها ، أو على الأقل في زيادة حدتها ، وهذا أمر مفهوم .

وحينئذ ، فالذي ينبغي عليك : أن تعيدي تهيئة جو الأسرة والبيت ، قدر ما تطيقين ، ليكون محضنا طبيعيا هادئا ، قدر الطاقة ، تقل فيه المشكلات إلى حد ما يمكن ، حتى ولو تركت بعض الحق الذي لك ، حسبة عند الله ، حتى لو صبرت على بعض الشدة والأذى واللأواء .

يا أمة الله ؛

إن من يطلب دنيا ، بلا مشكلات ، ولا منغصات : هو شخص لم يعرف ما الدنيا وما تكون !!

إن من يطلب شخصا : زوجا ، أو صديقا ، أو رفيقا ، بلا عيب ، ولا نقصان : هو شخص لا يعرف من هم بنو آدم !!

إِذا كُنتَ في كُلِّ الذُنوبِ مُعاتِباً       صَديقَكَ لَم تَلقَ الَّذي لا تُعاتِبُه

فَعِش واحِداً أَو صِل أَخاكَ فَإِنَّهُ       مُفارِقُ ذَنبٍ مَرَّةً وَمُجانِبُه

إِذا أَنتَ لَم تَشرَب مِراراً عَلى القَذى       ظَمِئتَ وَأَيُّ الناسِ تَصفو مَشارِبُه

ولهذا أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم : أن المؤمن العاقل : لا تستحكم الكراهة بينه وبين زوجته المؤمنة .

وأن المؤمنة العاقلة : لا تستحكم الكراهة بينها وبين زوجها المؤمن ؛ فمهما رأى أحدهما جانبا مظلما ، فلا بد أنه واجد من الخير ، ما يعينه على إكمال المسيرة .

ومهما وجدا عيبا ، فلا بد أنه واجد من الخير والمصلحة ، ما يحمله على الرضا ، أو الصبر والتعايش .

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( لَا يَفْرَكْ مُؤْمِنٌ مُؤْمِنَةً إِنْ كَرِهَ مِنْهَا خُلُقًا رَضِيَ مِنْهَا آخَرَ ) رواه مسلم (1496) .

فاستعيني بالله ، يا أمة الله ، وأكملي مسيرك مع زوجك ، وأكملي معه الطريق ، واصبري على الأذى واللأواء والأشواك ، فهذا شأن هذه الحياة .

نعم ؛ يتفاوت الناس في ذلك ، فمن مقل ومستكثر ، لكن لا أحد يخلو عيشه من هم وغم وتنغيص .

ومهما وجدت من عيب ، أو شدة ، فهي مرض ، إما أن يزول ، أو نتكيف نحن معه ، إلى أن نلقى الله ، وقد أدينا الأمانة ، أمانة العرض الذي حفظناه ، وأمانة الزوج ، وأمانة الولد ، وفوق ذلك كله : أمانة الدين وطاعة الله .

إننا نرى أن مفتاح الخير ، ومفتاح التفاهم بينكما قد لمستيه أنت بنفسك : لقد تمكنت من تغيير بعد طباع زوجك ، ومواقفه ؛ وهذا أمر حسن ، وخطوة كبيرة في طريق الإصلاح ، لكنه ذلك يحتاج إلى فطنة وحكمة منك ، فابدأي معه طريق الإصلاح وأنت تتفهمين أمرين : أن نبدأ بحل المشكلة الأكبر التي تهدد عيشك مع زوجك ، حتى لو أجلنا بعض المشكلات ، أو احتملناها دهرا طويلا .

ثم اجعلي محاولتك في تفكيك العقدة التي يغلب على ظنك أنه بمقدورك تفكيكها فعلا ؛ فعلى سبيل المثال : إذا كان عندك مريض بفقدان المناعة ، أو مرض آخر عضال ، لا تعلمين له ـ بصفتك طبيبة ـ علاجا ، وعند المريض غيره من الأمراض المعتادة ؛ فهل من الحكمة في شيء: أن نتركه بأمراضه ، لأن عنده مرضا عضالا ، لا نقدر على دوائه ؟! وهل من الحكمة أن نستفرغ كل طاقتنا في مرض عضال ، استعصى علينا دواؤه ، ونترك ما في أيدينا علاجه ؟

إن علاج الصغير الممكن : ربما قادنا إلى أبواب من الخير ، لا نعلمها ، ولم تكن لنا على بال.

ولنفترض أننا عجزنا عن ذلك العلاج ، وعجزنا عن إصلاح شيء ، وهو ما لا نظنه ، بدليل كلامك أنت ؛ أفلا تقدرين معنا ، يا أمة الله ، معاناة : أم لأطفال ، وهي في عمر مبكر ، مثل عمرك ؟

كيف ستكملين العيش مع أطفالك ، في مجتمع كمجتمع الناس اليوم ، بكل قسوته ، وفظاظته ، وإهماله ، وبكل ما ترين وتعرفين ؟!!

أم ستتركين أطفالك ، تتركينهم لأبيهم الذي يقسو عليهم ، بحسب كلامك ووصفك ؛ وبدلا من أن تكوني قريبة كل القرب ، بدلا من أن تكون يدك يد الطبيب الحاني ، الذي يضمد الجرح ، ويكفكف الدمع ، بدلا من ذلك كله : إذا أنت تبتعدين ، وتتركينهم للمعاناة ، ولا يد لهم ، سوى يد الوالد ، الذي ذكرت ، ومعه : يد أخرى ، لزوجة أبيهم !!

أم تراك تنقلينهم من يد أبيهم ، إلى يد زوج أمهم ؛ الرجل الغريب !!

لا تحسبي ، يا أمة الله ، أننا لا نقدر معاناتك ، لا تحسبي أننا لا نشعر بذلك ، لكن فقط نحن نفكر معك بهدوء : وما البديل ؟!

استعيني بالله يا أمة الله ، واصبري ؛ فإن النصر مع الصبر ، وإن الفرج مع الكرب ، وإن مع العسر يسرا .

يسر الله لك أمرك ، وأصلح لك زوجك ، ووطأ لك عيشك ، وجمع بينك وبين زوجك وأولادك على خير حال .

والله أعلم .
الإسلام سؤال وجواب
#الخلوة_و_الاختلاط
#الحجاب_الشرعي
#كوني_معينة_له
#الزواج_الصالح
#رفقا_بالقوارير
#كن_معينا_لها
#كوني_قدوة
#كلكم_راع
إذا أتممت القرأة فضلا وليس أمرا ضع تعليق و قم بعمل أعجاب وشير

0 التعليقات:

الحديث و الدعاء و الحكمة

وذكر : www.wathakker.info

إسلام ويب - مركز الفتوى

El Mokhales Network News

Template by Clairvo Yance
Copyright © 2012 الخلوة و الاختلاط and .